المستوي الأول من العقيدة
من مقدمة في العقيدة والتوحيد والإيمان الي توحيد الربوبية
0 Ders-
المقدمة
علوم الإسلام المنبثقة عن القرآن والسنة متنوعة واسعة، وجميعها جليلة القدر، عالية المنزلة؛ وذلك لشرف موضعها، ولعل أشرفها مكانة وأعلاها منزلة, ما يتعلق بمعرفة الله سبحانه, وصفاته, وأسمائه, وكلامه، وما يتفرع عليها من أحوال النبوة، والملائكة والمغيبات, وهو ما يتناوله علم العقيدة.8 0 -
التمهيد
علمُ التَّوحيدِ والإيمانِ جاءت به الأنبياءُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ، وآخِرُهم نبيُّنا محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ نَقَله عنه الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم، ولم يكونوا بحاجةٍ إلى تدوينِه أو تصنيفِ كتُبٍ فيه، ثم ألَّفَ العُلماءُ كُتبَ الحديثِ؛ الصِّحاحُ، والسُّننُ، وغيرُها، وفيها كثيرٌ من الأحاديثِ والآثارِ المتَعلِّقةِ بالعَقائدِ.6 0 -
حكمُ تعَلُّم عِلمِ العَقيدة
إنَّ تعَلُّمَ هذا العلم بطَريقةٍ إجماليَّةٍ تَصِحُّ بها عقيدةُ المسلِمِ: فرضُ عينٍ على كلِّ مكَلَّفٍ مِن ذكَرٍ وأُنثى، وأمَّا المعرفةُ التَّفصيليَّةُ فهي فرضُ كفايةٍ، فإذا قام بعضُ المسلمينَ بدراسةِ تَفاصيلِ العقيدةِ، ومعرفةِ الأدلَّةِ النَّقليةِ والعَقليةِ ومعرفةِ الرَّدِّ على شُبُهاتِ المخالِفينَ؛ سَقَط الإثمُ عن الباقينَ .3 0 -
خَصائِصِ عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ
عَقيدةُ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ مُعتَمِدةٌ على الكِتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ السَّلَفِ فحَسْبُ، كما أنَّها تتميَّزُ باتِّصالِ سنَدِها بالرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةِ والتَّابعين وأئمَّةِ الهدى.6 0 -
مَصادِرِ العَقيدةِ عند أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ
من مَصادِرِ العَقيدةِ عند أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ: النَّقلُ الصَّحيحُ إنَّ النَّقلَ الصَّحيحَ يَشمَلُ الكتابَ والسُّنَّة الصَّحيحةَ. قال الله تعالى:﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل:89]، والعَقيدةُ في الله تعالى من أهمِّ ما بيَّن اللهُ في كتابِه.5 0 -
الله جل جلاله
إنَّ أوَّلَ ما يَجِبُ على الإنسانِ مَعرِفتُه هو أن يعرِفَ اللهَ عزَّ وجلَّ. قال اللهُ تعالى:﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [محمد: 19].6 0 -
تقسيم التوحيد
قال اللهُ تعالى: ﴿ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: 65]. اشتمَلَت هذه الآيةُ الكريمةُ على أقسامِ التَّوحيدِ الثَّلاثةِ: توحيدُ الرُّبُوبيَّةِ في قَولِه: ﴿ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾. وتوحيدُ الأُلُوهيَّةِ في قَولِه: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾. وتوحيدُ الأسماءِ والصِّفاتِ في قَولِه: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾.3 0 -
معني توحيد الربوبية
معنى كَلِمةِ الرَّبِّ لُغةً قال ابنُ الأنباريِّ: (الرَّبُّ: ينقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: يكونُ الرَّبُّ: المالِكَ. ويكون الرَّبُّ: السَّيِّدَ المطاعَ؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا﴾ [يوسف: 41]، معناه: فيَسقي سَيِّدَه... ويكونُ الرَّبُّ: المصلِحَ، من قولهِم: قد رَبَّ الرَّجُلُ الشَّيءَ يرُبُّه رَبًّا، والشَّيءُ مربوبٌ: إذا أصلَحَه)(1).2 0 -
الإقرارِ برُبوبيَّةِ اللهِ
إنَّ الإقرارَ برُبوبيَّةِ اللهِ أمرٌ فِطْريٌّ، وهو من أعظَمِ الأُمورِ الضَّروريَّةِ التي تَشهَدُ بها عُقولُ جميعِ النَّاسِ.3 0 -
دلالة الفطرة والحس علي الرب سبحانه
حَفَل القرآنُ الكريمُ بالأدِلَّةِ على ربوبيَّةِ اللهِ، التي تبيِّنُ عَظَمتَه، وتفَرُّدَه بالخَلْقِ والمُلْكِ والتَّدبيرِ. والأدِلَّةُ على ذلك تعَزِّزُ الفِطْرةَ، وتَزيدُها يَقينًا واستِقامةً، كما يحتاجُ إليها أيضًا من تعرَّضت فِطرتُه لأحوالٍ مِنَ الشِّركِ والكُفرِ، فتأتي هذه الأدِلَّةُ لتَنبيهِ الفِطرةِ، وتقويمِ اعوِجاجِها.3 0 -
دلالة الشرع والعقل علي الرب سبحانه
قال ابنُ القَيِّمِ: (هذه الطَّريقُ من أقوى الطُّرُقِ وأصَحِّها وأدَلِّها على الصَّانِعِ وصِفاتِه وأفعالِه، وارتِباطُ أدلَّةِ هذه الطَّريقِ بمدلولاتِها أقوى مِن ارتِباطِ الأدِلَّةِ العَقليَّةِ الصَّريحةِ بمَدلولاتِها؛ فإنَّها جمَعَت بيْن دَلالةِ الحِسِّ والعَقلِ، ودَلالتُها ضروريةٌ بنَفْسِها؛ ولهذا يسَمِّيها اللهُ سُبحانَه آياتٍ بَيِّناتٍ، وليس في طُرُقِ الأدِلَّةِ أوثَقُ ولا أقوى منها)3 0