التمهيد ( باب الطهارة )

التمهيد ( باب الطهارة )
42 0

الوصف

أوَّلًا: [ أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ ]

1- عنايةُ الإسلامِ بالطَّهارةِ:

قال اللهُ تبارك وتعالى لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مستهلِّ دَعوتِه:

﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّر ۡ٤[المدثر: 4]

وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((  الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ  ))(١)

2- محبَّةُ اللهِ سبحانه للمُتطهِّرين:

قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]

3- ثناؤه على المُتَطهِّرين:

قال سبحانه:﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة: 108]

ثانيًا:[ تعريفُ الطَّهارةِ وأقسامُها ]

تعريفُ الطَّهارةِ

الطَّهارة لُغةً: النَّزاهةُ والنَّظافةُ مِنَ الأدناسِ والأوساخِ (٢)

الطَّهارةُ اصطلاحًا: رفْعُ الحدَثِ وما في معناه، وزوالُ الخَبَث

فالطَّهارة تُطلَقُ على معنيينِ:

أحدُهما: زَوالُ الخَبَثِ وهو النَّجاسةُ، والمقصودُ منه: طهارةُ البَدَنِ والثَّوبِ والمكانِ.

والثَّاني: رفْعُ الحدَثِ (والمقصودُ منه: الطَّهارةُ بالوُضوءِ، والغُسلِ)، وما في معنى رفْعِ الحدَثِ، وهو كلُّ طهارةٍ لا يحصُلُ بها رفعُ الحَدَث، أو لا تكون عن حَدَثٍ ( كطهارةِ مَن به سَلَسُ بولٍ، أو تجديدِ الوضوءِ، وغَسلِ اليدينِ بعد القيامِ مِن نومِ اللَّيلِ).

أقسامُ الطَّهارة

أ- باعتبارِ مَحلِّها: وتنقسِمُ إلى قِسمينِ :

الأوَّلُ: 

الطَّهارةُ الباطِنةُ: وهي طهارةُ القَلبِ من الشِّرك، والغلِّ والبغضاءِ لعبادِ الله المؤمنينَ، وهي أهمُّ من طهارةِ البَدَنِ؛ بل لا يمكِنُ أن تقومَ طهارةُ البَدَنِ الشرعيَّةُ مع وجودِ نجَسِ الشِّركِ.

- قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28]

- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: 

((إنَّ المؤمِنَ لا يَنجُسُ  )) (٤)

الثَّاني:

 الطَّهارةُ الحسيَّة، وهي الطَّهارةُ مِنَ الأحداثِ والأنجاسِ.

ب- باعتبارِ نَوعِها:

النوع الأوَّل: الطَّهارةُ مِنَ الحدَثِ

وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

الأوَّل: الطَّهارةُ الكبرى: وهي الغُسْلُ.

الثَّاني: الطَّهارةُ الصُّغرى: وهي الوضوءُ.

الثَّالث: طهارةٌ بدلٌ منهما: وهي التيمُّمُ.

النَّوع الثَّاني: الطَّهارةُ مِنَ الخبَثِ

وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

الأوَّل: طهارة غَسلٍ.

الثَّاني: طهارة مَسحٍ.

الثَّالث: طهارة نَضحٍ (٥)

ثالثًا:[ تعريفُ الحدَثِ وأقسامُه]

تعريف الحدَثِ

الحدَثُ لُغةً: مِن الحدوثِ، وهو الوقوعُ والتجدُّدُ، وكونُ الشَّيءِ بعد أنْ لم يكُنْ، ويأتي بمعنى الأمرِ الحادِثِ المنكَرِ الذي ليس بمعتادٍ ولا معروفٍ، ومنه مُحدَثاتُ الأمورِ(٦)

الحدَثُ اصطلاحًا: وصفٌ قائمٌ بالبَدَنِ يمنَعُ مِنَ الصلاةِ ونحوِها، ممَّا تُشترَطُ له الطَّهارةُ (٧)

أقسامُ الحَدَثِ

ينقسِمُ الحدَثُ إلى نَوعينِ:

النَّوع الأوَّل: 

الحدَث الأصغرُ، وهو ما يجِبُ به الوضوءُ؛ كالبولِ، والغائطِ، وخروجِ الرِّيحِ.

والنَّوع الثَّاني: 

الحدَث الأكبر، وهو ما يجِبُ به الغُسلُ؛ كمَن جامَعَ أو أنزَلَ.


-----------—----------------------------

(١) رواه مسلم (223). من حديث أبي مالك الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه.

(٢) ((لسان العرب)) لابن منظور (4/506).

(٣) ((مواهب الجليل)) للحطَّاب (1/60،61)، ((المجموع)) للنووي (1/79).

(٤) رواه البخاريُّ (285)، ومسلم (371).

(٥) ((بداية المجتهد)) لابن رشد (1/7).

(٦) ((لسان العرب)) لابن منظور (2/131)، ((المصباح المنير)) للفيومي (1/124).

(٧) ((حاشية الدسوقي)) (1/32).

مرفق بصيغة بي دي إف
مرفق بصيغة وورد