تفسير الآيات (114-119)من سورة البقرة

تفسير الآيات (114-119)من سورة البقرة
48 0

الوصف

﴿ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ١١٤

 

               [ ظُلْمُ من منع عن المساجد وسعى في خرابها ]

 

المراد من الذين منعوا مساجد الله وسعوا في خرابها ، هم مشركو قريش كما رواه ابن جرير عن ابن زيد في قوله : ﴿ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ ﴾ ، قال : هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول اللہ ﷺ یوم الحديبية ، وبين أن يدخلوا مكة ، حتى نحر هديه بذي طوى ، وهادنهم وقال لهم : « ما كان أحد يصد عن هذا البيت ، وقد كان الرجل ، يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده » فقالوا : لا يدخل علينا من قتل أباءنا يوم بدر وفينا باق ، وفي قوله : « وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ » قال : إذ قطعوا من يعمرها بذكره ، ويأتيها للحج والعمرة ( 1 ) .

وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس : أن قريشا منعوا النبي ﷺ الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام ،



المراجع

 ( 1 ) الطبري : ٥٢١/٢

فأنزل الله : ﴿ وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ ( ۱ ) . لما وجه الله تعالى الذم في حق اليهود والنصارى ، شرع في ذم المشركين الذين أخرجوا الرسول ﷺ وأصحابه من مكة ، ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام ، واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم ، كما قال تعالى : ﴿ وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ٣٤ ﴾ [ الأنفال : 34 ] ، وقال تعالى : مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰلِدُونَ١٧ إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ١٨ ﴾ [ التوبة : ۱۷ ، ۱۸ ] وقال تعالى : ﴿هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَٱلۡهَدۡيَ مَعۡكُوفًا أَن يَبۡلُغَ مَحِلَّهُۥۚ وَلَوۡلَا رِجَالٞ مُّؤۡمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤۡمِنَٰتٞ لَّمۡ تَعۡلَمُوهُمۡ أَن تَطَُٔوهُمۡ فَتُصِيبَكُم مِّنۡهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيۡرِ عِلۡمٖۖ لِّيُدۡخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۚ لَوۡ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبۡنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابًا أَلِيمًا٢٥ ﴾ [ الفتح : ٢٥ ] .

فقال تعالى :﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ١٨ ﴾[ التوبة : 18] ، فإذا كان من هو كذلك مطرودا منها ، مصدودا عنها فأي خراب لها أعظم من ذلك ؟ وليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط ، إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها ، ورفعها عن الأنس والشرك.

 

                    [بشارة بغلبة الإسلام ]

وقوله تعالى : « أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ » ، هذا خبر معناه الطلب ، أي لا تمكنوا هؤلاء إذا قدرتم عليهم من دخولها ، إلا تحت الهدنة والجزية ، ولهذا لما فتح رسول اللہ ﷺ مكة ، أمر من العام القابل في سنة يشع أن ينادي برحاب منى : « ألا لا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت غريان ، ومن كان له أجل فأجله إلى مديه » ( ٢ ) . وهذا إنما كان تصديقاً وعملاً بقوله تعالى : ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَيۡلَةٗ فَسَوۡفَ يُغۡنِيكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦٓ إِن شَآءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ٢٨ ﴾ [ التوبة : ٢٨ ].

وقيل : إن هذا بشارة من الله للمسلمين ، أنه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد ، وأنه يذل المشركين لهم ، حتى لا يدخل المسجد الحرام أحد منهم إلا خائفا ، يخاف أن يؤخذ فيعاقب أو يقتل ، إن لم يسلم . وقد أنجز الله هذا الوعد ، كما تقدم من منع المشركين من دخول المسجد الحرام ، وأوصى رسول اللہ ﷺ ، أن لا يبقى بجزيرة العرب دينان ، وأن يجلى اليهود والنصارى منها ، ولله الحمد والمنة . وما ذاك إلا لتشريف أكتاف المسجد الحرام ، وتطهير البقعة التي بعث الله فيها رسوله إلى النّاس كافة ، بشيرا ونذيرا ، صلوات الله وسلامه عليه ، وهذا هو الخزي لهم في الدنيا ، لأن الجزاء من جنس العمل ، فكما صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام ، صدوا عنه ، وكما أجلوهم من مكة أجلوا عنها ، « ولهم في الآخرة عذاب عظيم على ما انتهكوا من حزمة البيت ، وامتهنوه من نصب الأصنام حوله ، ودعاء غير الله عنده ، والطواف به غريانا ، وغير ذلك من أفاعيلهم التي يكرهها الله ورسوله . وقد ورد الحديث بالاستعاذة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ، كما روى الإمام أحمد عن بشر بن أرطاة ، قال : كان رسول اللہ ﷺ يدعو : « اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة » ( 3 ) . وهذا حديث حسن .

﴿ وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ١١٥

( إستقبال القبلة في الصلوت)

 وهذا ، والله أعلم ، فيه تسلية للرسول ﷺ وأصحابه ، الذين أخرجوا من مكة ، وفارقوا مسجدهم ومصلاهم ، وقد كان رسول اللہ ﷺ ، يصلي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه ، فلما قدم المدينة ، وجه إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراُ ، ثم صرفه الله إلى الكعبة بعد ، ولهذا يقول تعالى : ﴿ وَلِلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ

، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : كان أول ما نسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول اللہ ﷺ لما هاجر إلى المدينة ، وكان


المراجع

 ( ۱ ) ابن أبي حاتم : ٣٤١/١ ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد كما مر . ( ۲ ) فتح الباري : 565/3( 3 ) أحمد : 181/4

 

 تفسير سورة البقرة ، الآية : 117،116

أهلها اليهود ، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول اللہ ﷺ بضعة عشر شهراً ، وكان رسول اللہ ﷺ يحب قبلة إبراهيم ، وكان يدعو وينظر إلى السماء ، فأنزل الله ﴿ قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِۖ﴾ إلى قوله ﴿فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُ﴾ [ البقرة : ١٤٤ ] فارتاب من ذلك اليهود ، وقالوا : ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ، فأنزل الله ( قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ)

[ البقرة : ١٤٢ ] ، وقال : ﴿ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ ( 1 ) وقال عكرمة عن ابن عباس ﴿ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ ﴾ قال : قبلة الله ، أينما توجهت شرقاً أو غرباً (2) . وقال مجاهد : فأينما تولوا فثم وجه الله حيثما كنتم فلكم قبلة تستقبلونها : الكعبة ( ۳ ) .

قيل : بل أنزل الله هذه الآية قبل أن يفرض التوجه إلى الكعبة . قال ابن جرير : وقال آخرون : بل نزلت هذه الآية على رسول اللہ ﷺ إذناً من الله أن يصلي المتطوع حيث توجه ، من شرق أو غرب ، في مسيره في سفره ، وفي حال المسايفة وشدة الخوف(4) . فعن ابن عمر ، أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ، ويذكر أن رسول اللہ ﷺ کان يفعل ذلك ، ويتأول هذه الآية : ﴿ فَأَيۡنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجۡهُ ٱللَّهِۚ (5) ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه ، وأصله في الصحيحين ، من حديث ابن عمر وعامر بن ربيعة ، من غير ذكر الآية(6) . وفي صحيح البخاري من حديث نافع عن ابن عمر : أنه كان إذا سئل عن صلاة الخوف وصفها ، ثم قال : فإن كان خوف أشد من ذلك ، صلوا رجالا قياما على أقدامهم ، وركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها ، قال نافع : ولا أرى ابن عمر ذكر ذلك إلا عن النبي ﷺ ( V )

وقيل : نزلت فيمن اشتبهت عليه القبلة لأجل الظلمة والسحاب ونحوهما فصلى لغير القبلة .

[قبلة أهل المدينة ما بين المشرق والمغرب]

 وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللہ ﷺ : « ما بين المشرق والمغرب قبلة ، لأهل المدينة وأهل الشام وأهل العراق" ( ۸ ) . وله مناسبة ههنا ، وقد أخرجه الترمذي وابن ماجه بلفظ « ما بين المشرق والمغرب قبلة » ( 9 ) . قال ابن جرير : ومعنى قوله ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ﴾ يسع خلقه

كلهم بالكفاية والجود والإفضال ، وأما قوله ﴿ عَلِيمٞ﴾ فإنه يعني عليم بأعمالهم ، ما يغيب عنه منها شيء ، ولا يعزب عن علمه ، بل هو بجميعها عليم(10) .

﴿ وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۖ بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ١١٦

بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ١١٧

[الرد على من يقول : إن لله ولداً ]

اشتملت هذه الآية الكريمة ، والتي تليها ، على الرد على النّصارى ، عليهم لعائن الله ، وكذا من أشبههم من اليهود ، ومن مشركي العرب ، ممن جعل الملائكة بنات الله ، فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم : إن لله ولداً . فقال تعالى : « سُبۡحَٰنَهُ» أي تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا ﴿بَل لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ » أي ليس الأمر كما افتروا ، وإنما له ملك السموات والأرض ومن فيهن ، وهو المتصرف فيهم ، وهو خالقهم ورازقهم ومقدرهم ومسخرهم ، ومسيرهم ، ومصرفهم كما يشاء ، والجميع عبيد له ، وملك له ، فكيف يكون له ولد منهم ، والولد إنما يكون متولدا من شيئين متناسبين ، وهو تبارك وتعالى ليس له نظير ولا مشارك في عظمته وكبريائه ، ولا صاحبة له ، فكيف يكون له ولد ؟ كما قال تعالى : ﴿ بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُۥ وَلَدٞ وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ صَٰحِبَةٞۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [ الأنعام : 101 ] وقال تعالى :

﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗا٨٨ لَّقَدۡ جِئۡتُمۡ شَيۡئا إِدّٗا٨٩ تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِنۡهُ وَتَنشَقُّ ٱلۡأَرۡضُ وَتَخِرُّ ٱلۡجِبَالُ هَدًّا٩٠ أَن دَعَوۡاْ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٗا٩١  وَمَا يَنۢبَغِي لِلرَّحۡمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا٩٢ إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا٩٣ لَّقَدۡ أَحۡصَىٰهُمۡ وَعَدَّهُمۡ عَدّٗا٩٤ وَكُلُّهُمۡ ءَاتِيهِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَرۡدًا٩٥ ﴾ [ مريم : ٨٨-٩٥ ] وقال تعالى : « قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ٤ "

[ الإخلاص : ١-٤ ] .



المراجع

 ( ۱ ) الطبري : ٥٢٧/٢ ( ۲ ) ابن أبي حاتم : 347/1( 3 ) ابن أبي حاتم : 345/1 ( 4 ) الطبري : ٥٣٠/٢( ٥ ) الطبري : ٢ / 530 ( 6 ) مسلم : 1 / 486 وتحفة الأحوذي : ٢٩٢/٨ والنسائي : ١ / ٢٤٤ وابن أبي حاتم : ١ / ٣٤٤ والحاكم : ٢٦٦/٢( ٧ ) فتح الباري : ٤٦/٨ ( ٨ ) العقيلي : 309/4 إسناده ضعيف لأجل أبي معشر المديني أنظر العقيلي ( 9 ) تحفة الأحوذي : ٢ / ٣١٧ وابن ماجه : ۱ / ۳۲۳( ۱۰ ) الطبري : ٥٣٧/٢ 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- تفسير سورة البقرة، الآية : 118

فقرر تعالى في هذه الآيات الكريمة أنه السيد العظيم الذي لا نظير له، ولا شبيه له، وأن جميع الأشياء غيره مخلوقة له مربوبة، فكيف يكون له منها ولد؟ ولهذا روى البخاري في تفسير هذه الآية من البقرة عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: «قال الله تعالى : كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فيزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله إن لي ولداً، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا»(1). انفرد به البخاري من هذا الوجه. وفي الصحيحين عن رسول اللہ ﷺ أنه قال: «لا أحد أصبر على أذى سمعه، من الله، إنّهم يجعلون له ولداً، وهو يرزقهم ويعافيهم»(۲).

[كل شيء خاضع وقانت لله تعالي]

وقوله : « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» [قال ابن أبي حاتم :أخبرنا أبو سعيد الأشج : أخبرنا أسباط عن مطرف عن عطية عن ابن عباس، قال: « قَٰنِتِينَ " مصلين(۳)]. وقال عكرمة وأبو مالك: « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» مقرون له بالعبودية (4). وقال سعيد بن جبير : « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ»  : يقول: الإخلاص(5). وقال الربيع بن أنس : يقول: « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» أي قائم يوم القيامة(6). وقال السدي: « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» ، أي: مطيعون يوم القيامة(7). وقال خصيف عن مجاهد: « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» قال: مطيعون. كن إنسانا فكان، وقال: كن حمارا فكان(8). وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : « كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ» مطيعون، قال: طاعة الكافر في سجود ظله وهو كاره(9). وهذا القول عن مجاهد - وهو إختيار ابن جرير - يجمع الأقوال كلها، وهو أن القنوت : هو الطاعة والاستكانة إلى الله، وهو شرعي وقدري، كما قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِۤ يَسۡجُدُۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا وَظِلَٰلُهُم بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ۩ ﴾ [الرعد: 15].

 

[معنى البديع]

وقوله تعالى: «بديع السموات والأرض " أي : خالفهما على غير مثال سبق. [قاله] مجاهد والسدي. وهو مقتضى اللغة، ومنه يقال للشيء المحدث: بدعة، كما جاء في صحيح مسلم: «فإن كل محدثة بدعة، والبدعة على قسمين: تارة تكون بدعة شرعية، كقوله: «فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»(١٠). وتارة تكون بدعة لغوية،كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن جمعه إياهم على صلاة التراويح واستمرارهم : نعمت البدعة هذه. قال ابن جرير : فمعنى الكلام : سبحان الله أن يكون له ولد، وهو مالك ما في السموات والأرض، تشهد له جميعها بدلالتها عليه بالوحدانية، وتقر له بالطاعة، وهو بارئها وخالقها وموجدها، من غير أصل ولا مثال احتذاها عليه، وهذا إعلام من الله لعباده أن ممن يشهد له بذلك : المسيح - الذي أضافوا إلى الله بنوته - وإخبار منه لهم : أن الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل، وعلى غير مثال، هو الذي ابتدع المسيح عيسى، من غير والد بقدرته (11) وهذا من ابن جرير رحمه الله كلام جيد وعبارة صحيحة.

وقوله تعالى:﴿ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ يبين بذلك تعالى كمال قدرته، وعظيم سلطانه، وأنه إذا قدر أمرا وأراد كونه فإنما يقول له: كن -أي مرة واحدة- فيكون، أي فيوجد، على وفق ما أراد، كما قال تعالى: « إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيًۡٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [يس: ۸۲]، وقال تعالى: « إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾ [النحل: 40]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَمۡرُنَآ إِلَّا وَٰحِدَةٞ كَلَمۡحِۢ بِٱلۡبَصَرِ [القمر: 50] ونبه بذلك أيضا على أن خلق عيسى بكلمة «كن، فكان كما أمره الله، قال الله تعالى: « إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٖ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران 59]

﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ تَشَٰبَهَتۡ قُلُوبُهُمۡۗ قَدۡ بَيَّنَّا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يُوقِنُونَ١١٨

روى محمد بن إسحاق عن ابن عباس، قال: قال رافع بن حريملة لرسول اللہ ﷺ: يا محمد إن كنت رسولا من



المراجع

(1) فتح الباري: ۱۸/۸ (۲) فتح الباري: ٣٧٢/١٣ ومسلم : ٢١٦٠/٤ (۳) ابن أبي حاتم : ٣٤٩/١ (٤) ابن أبي حاتم : 1/ ٣٤٩ إسناده ضعيف عطية العوفي ضعيف (5) ابن أبي حاتم : 1/ 350 (6) ابن أبي حاتم : 350/1 (7) الطبري : ۵۳٨/٢ (۸) ابن أبي حاتم: 349/1 (9) ابن أبي حاتم : 348/1 (۱۰) مسلم : ٥٩٢/٢ (١١) الطبري : ٢/ ٥٥٠


 تفسير سورة البقرة، الآية: 119

الله كما تقول، فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه. فأنزل الله في ذلك من قوله : «وقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ لَوۡلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوۡ تَأۡتِينَآ ءَايَةٞۗ »(1). وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي في تفسير هذه الآية : هذا قول كفار العرب: « كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّثۡلَ قَوۡلِهِمۡۘ "، قال : هم اليهود والنصارى(٢). ويؤيد هذا القول- وأن القائلين ذلك هم مشركو العرب-

قوله تعالى:﴿ وَإِذَا جَآءَتۡهُمۡ ءَايَةٞ قَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ حَتَّىٰ نُؤۡتَىٰ مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ رُسُلُ ٱللَّهِۘ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ حَيۡثُ يَجۡعَلُ رِسَالَتَهُۥۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجۡرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٞ شَدِيدُۢ بِمَا كَانُواْ يَمۡكُرُونَ١٢٤ » . الآية [الأنعام: ١٢٤]. وقوله تعالى : ﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًاإلى قوله: « نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا» الإسراء: 90-93]، وقوله تعالى: ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَوۡ نَرَىٰ رَبَّنَاۗ ... الآية [الفرقان: ۲۱] وقوله تعالى: « بَلۡ يُرِيدُ كُلُّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ أَن يُؤۡتَىٰ صُحُفٗا مُّنَشَّرَة﴾ [المدثر: ٥٢]؛ إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كفر مشركي العرب، وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به، إنما هو الكفر والمعاندة، كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم، كما قال تعالى: « يَسۡئلكَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيۡهِمۡ كِتَٰبٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ فَقَدۡ سَأَلُواْ مُوسَىٰٓ أَكۡبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوٓاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ  ﴾ [النساء: 153]، وقال تعالى:﴿ وَإِذۡ قُلۡتُمۡ يَٰمُوسَىٰ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهۡرَةٗ فَأَخَذَتۡكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ [البقرة: 55]. وقوله تعالى: «تشبهت قلوبهم»؛ أي أشبهت قلوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو، كما قال تعالى: « كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ٥٣

... الآية [الذاريات : ٥٣،٥٢] وقوله تعالى: «قد بينا الأيت لقوم يوقنون» أي قد أوضحنا الدلالات على صدق الرسل، بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى لمن أيقن وصدق واتبع الرسل، وفهم ما جاءوا به عن الله تبارك وتعالى، وأما من ختم الله على قلبه وسمعه، وجعل على بصره غشاوة، فأولئك قال الله فيهم: « إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ٩٦ وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ٩٧ ﴾ [يونس : 96، 97].

﴿ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۖ وَلَا تُسۡئلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ١١٩

وقوله: « وَلَا تُسۡئلُ عَنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡجَحِيمِ١١٩﴾ لا نسألك عن كفر من كفر بك كقوله : ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ [الرعد: 40]، وكقوله تعالى: ﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ٢١ لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ٢٢ إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ٢٤ إِنَّ إِلَيۡنَآ إِيَابَهُمۡ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم٢٦

 ... الآية الغاشية :[ ٢١-٢٦]، وكقوله تعالى: « نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ "[ق: ٤٥]؛ وأشباه ذلك من الآيات .

[أوصافه ﷺ في التوراة]

وروى الإمام أحمد عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فقلت: أخبرني عن صفة رسول اللہ ﷺ في التوراة فقال : أجل، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن؛ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً



المراجع

(۱) ابن أبي حاتم : ٣٥٢/١ إسناده ضعيف كما مر (۲) ابن أبي حاتم : ٣٥٣/١

 

  

ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، وأنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوباً غلفاً(1). إنفرد بإخراجه البخاري، فرواه في البيوع وفي التفسير(٢).



المراجع

(1) أحمد: ١٧٤/٢(٢) فتح الباري: ٤٠٢/٤ و ٤٤٩/٨ والأدب المفرد: ۷۲

 

الفوائد التربويَّة:

1- في قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ، إشارةٌ إلى أنَّ ذِكر الله تعالى باللِّسان لا بدَّ أن يكون باسمِه، أمَّا ذِكرُه بالضمير المفرَد فبِدعة، وليس بذِكر، مِثل طريقة بعض الصوفيَّة، الذين يقولون: أفضل الذِّكر أن تقول: (هو، هو، هو) .

 2- تَسليةُ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ؛ لأنَّ الإنسان المصاب إذا رأى أنَّ غيره أُصيب، فإنَّه يتسلَّى بذلك، وتخفُّ عليه المصيبة؛ فالله تعالى يُسلِّي رسوله صلَّى الله عليه وسلَّمَ بأنَّ هذا القول الذي قِيل له قد قِيل لِمَن قبْله، كما قال تعالى: كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ .

الفوائد العلميَّة واللَّطائف:

1- في قوله سبحانه: مَسَاجِدَ اللهِ [البقرة: 114]، دلالةٌ على شرَف المساجد؛ لإضافتِها إلى الله تعالى .

2- أنَّه لا يجوز أن يُوضَع في المساجد ما يكون سببًا للشرك؛ لأنَّ مَسَاجِدَ اللهِ معناها: موضع السُّجود له؛ فإذا وُضِع فيها ما يكون سببًا للشرك، فقد خرجَتْ عن موضوعها، مثل أن يُقبَر فيها الموتى، فهذا محرم؛ لأنَّه وسيلةٌ إلى الشِّرك .

 3- وجوب تطهير المساجد؛ وذلك لإضافتِها إلى الله عزَّ وجلَّ، وهي إضافة تشريف وتعظيم؛ ولذا قال تعالى: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ .

 4- أنَّ الناس في المساجد سواءٌ؛ لأنَّ الله تعالى أضافَها إلى نفْسه: مَسَاجِدَ الله. 5- في قوله تعالى: فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إثبات صفة الوجه لله سبحانه وتعالى

 6- أنَّه ليس بين أمْر الله تعالى بتكوين شيءٍ، وتكوُّنه تراخٍ، بل يكون على الفوريَّة؛ لقوله تعالى: فَيَكُونُ: بالفاء، والفاء تدلُّ على التَّرتيب، والتعقيب .

 7- أنَّ المشركين يُقرُّون بأنَّ الله تعالى يتكلَّم بحرفٍ، وصوتٍ مسموع؛ لقوله تعالى: لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللهُ .

 8- أنَّ الأقوال تابعةٌ لِما في القلوب؛ لقوله تعالى: كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ؛ فلتشابُهِ القلوبِ تَشابهت الأقوالُ .

مرفق بصيغة بي دي إف
مرفق بصيغة وورد