(نسب النبي صل الله عليه وسلم)
الوصف
* مِنْ قَبْلِ مَوْلِدِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى مَوْلِدِهِ الشَّرِيفِ -صلى اللَّه عليه وسلم-
النَّسَبُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ
أمَّا نَسَبُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَهُوَ خَيْرُ أهْلِ الأرْضِ عَلَى الإطْلَاقِ، فَلِنَسَبِهِ مِنَ الشَّرَفِ أعَلَى ذُرْوَةٍ، وأعْدَاؤُهُ كَانُوا يَشْهَدُونَ لَهُ بِذَلِكَ، وَلِهَذَا شَهِدَ بهِ عَدُوُّهُ إذْ ذَاكَ أبُو سفْيَانَ (1). بَيْنَ يَدَيْ هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، فأشْرَفُ القَوْمِ قَوْمُهُ، وأشْرَفُ القَبَائِلِ قَبِيلتهُ، وأشْرَفُ الأفْخَاذِ فَخِذُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فهُوَ: مُحَمَّدُ (2) .-صلى اللَّه عليه وسلم- بنُ عَبْدِ اللَّهِ، بنِ عَبْدِ المطلبِ، بنِ هَاشِمِ، بنِ عَبْدِ مَنَافِ، بنِ قُصَيِّ، بنِ كِلابِ، بنِ مُرَّةَ، بنِ كَعْبِ، بنِ لُؤَيِّ، بنِ غَالِبِ، بنِ فِهْرِ، بنِ مَالِكِ، بنِ النَّضْرِ، بنِ كِنَانَةَ، بنِ خُزَيْمَةَ، بنِ مدْرِكَةَ، بنِ إلْيَاسَ، بنِ مُضَرَ، بنِ نِزَارِ، بنِ مَعْدِ، بنِ عَدْنَانَ (3).
المراجع
(1) جاء في حديث هِرَقْلَ مع أبي سُفْيَان أنَّهُ سأله كيفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟ فقال أبو سفيان: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ. رواه البخاري في صحيحه - باب كيف كان بدء الوحي إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-رقم الحديث (7) - ومسلم في صحيحه -رقم الحديث (1773).(2) قال القاضي عياض فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (7/ 246): وتسمِيَتُهُ مُحَمَّدًا وقعتْ في القُرآنِ العَظِيمِ، وذلك أنَّهُ حَمِدَ ربَّهُ قبلَ أن يَحْمَدَهُ الناسُ، وكذلك في الآخرةِ يَحْمِدُ ربَّهُ فيُشَفِّعُهُ، فيَحْمَدُهُ الناسُ، وقد خُصَّ بسورة الحَمْدِ، وبِلِوَاءَ الحَمْدِ، وبالمَقَامِ المَحْمُودِ، وشُرعَ له الحَمْدُ بعدَ الأكل، وبعدَ الشُّربِ، وبعدَ الدُّعاءِ، وبعدَ القُدُومِ من السَّفرِ، وسُمِيَتْ أُمّتهُ الحَمَّادُونَ، فجُمِعَتْ لهُ مَعَانِي الحَمْدِ وأنْوَاعُهُ -صلى اللَّه عليه وسلم-.(3) أخرج هذا القدر من نسبه الشريف -صلى اللَّه عليه وسلم-: البخاري في صحيحه - كتاب مناقب الأنصار - باب مبعث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وانظر طبقات ابن سعد (1/ 23 - 24) - زاد المعاد (1/ 70) -
هَذَا هُوَ القَدْرُ المُجْمَعُ عَلَيْهِ مِنْ نَسَبِ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا خِلَافَ فِيهِ البَتَّةَ (1).
قَالَ الإِمَامُ البَغَوِيُّ في شَرْحِ السُّنَّةِ: ولا يَصحُّ حِفْظُ النَّسَبِ فَوْقَ عَدْنَانَ (2)
* أَصَالَةُ نَسَبِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-:
اخْتَارَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِنْ خَيْرِ القُرُونِ، وأزْكَى القَبَائِلِ، وأفْضَلِ البُطُونِ فكَانَ -صلى اللَّه عليه وسلم- أوْسَطَ قَوْمِهِ نَسَبًا، وأعْظَمَهُمْ شَرَفًا.
قَالَ القَاضِي عِيَاضٌ رَحِمَهُ اللَّهُ: وأمَّا شَرَفُ نَسَبِهِ، وكَرَمُ بَلَدِهِ، ومَنْشَؤُهُ فَمِمَّا لا يَحْتَاجُ إِلَى إقَامَةِ دَلِيلٍ عَلَيْهِ، ولا بَيَانِ مُشْكِلٍ، ولا خَفِيٍّ مِنْهُ، فَإِنَّهُ نُخْبَةُ بَنِي هَاشِمٍ، وسُلَالَةُ قُرَيْشٍ وصَمِيمُهَا، وأشْرَفُ العَرَبِ، وأعَزُّهُمْ نَفَرًا مِنْ قبَلِ أبِيهِ وأُمِّهِ ومِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أكْرَمِ بِلَادِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ وعَلَى عِبَادِهِ (3).
روَى الإِمَامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "بُعِثْتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدم قَرْنًا فَقَرْنًا، حتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذِي كُنْتُ مِنْهُ" (4).
المراجع
(1) انظر زاد المعاد (1/ 70).(2) انظر شرح السنة (13/ 193).(3) انظر كتاب الشفا للقاضي عياض (1/ 77).(4) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (3557) - وأخرجه الإِمام أحمد في المسند - رقم الحديث (9392)
وجَاءَ في حَدِيثِ هِرَقْلَ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ -رضي اللَّه عنه- أنَّهُ سَأله: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟
فقَالَ أبُو سُفْيَانَ: هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ (1).
ورَوَى الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ اصْطفَى كنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ، واصْطفَى قُرَيْشًا مِنْ كنَانَةَ، واصْطفَى مِنْ قُريْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، واصْطفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ" (2).
وأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ وَالتِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عنِ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي ودَاعَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: جاءَ العَبَّاسُ -رضي اللَّه عنه- إِلَى رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكَأَنَّهُ سمعَ شَيْئًا، فَقَامَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَلَى المِنْبَرِ، فَقَالَ: "مَنْ أنَا؟ " قَالُوا: أنْتَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْكَ السَّلَامُ، فَقَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، إِنَّ اللَّهَ خَلَق الخَلْقَ، فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِمْ ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِرْقتَيْنِ، فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِمْ فِرْقَةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبائِلَ، فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِمْ قَبِيلةً، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي في خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فأنّا خَيْرُكُمْ بَيْتًا، وخَيْرُكُمْ نَفْسًا" (3).
المراجع
(1) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي - باب كيف كان بدء الوحي إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (7) - ومسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب كتاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل - رقم الحديث (1773).(2) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل - باب فضل نسب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (2276) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16987).(3) أخرجه الإِمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (1788) - والترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب فضل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رقم الحديث (3935) - وأورده ابن الأثير في جامع الأصول (6338)