خاتم النبوة

خاتم النبوة
67 0

الوصف

  • خَاتَمُ النُّبُوَّةِ:

وهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ قِطْعَةِ لَحْمٍ نَاتِئَةٍ، عَلَيْهَا شَعْرٌ عِنْدَ كَتِفِهِ الأَيْسَرِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، حَجْمُهَا قَدْرُ بَيْضَةِ الحَمَامَةِ (1).

وهَذَا الخَاتَمُ الذِي يُعْرَفُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، هُوَ عَلَامَةٌ مِنْ عَلَامَاتِهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- النَّبَوِيَّةِ في الكُتُبِ السَّابِقَةِ، كَمَا تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قِصَّةُ بَحِيرَا الرَّاهِبِ، وَقِصَّةُ إِسْلَامِ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ -رضي اللَّه عنه-، كَمَا سَيَأْتِي.

وهَذَا الخَاتَمُ لَمْ يَكُنْ مَوْجُودًا حِينَ وُلِدَ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَإِنَّمَا تَكَوَّنَ بَعْدَ الوِلَادَةِ، وأنَّهُ عَلَى الأَصَحِّ كَانَ بَعْدَ حَادِثَةِ شَقِّ الصَّدْرِ، وهُوَ صَغِيرٌ -صلى اللَّه عليه وسلم- (2).

قَالَ العُلَمَاءُ: والسِّرُّ في وَضْعِ الخَاتَمِ عِنْدَ كَتِفِهِ الأَيْسَرِ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّ القَلْبَ فِي تِلْكَ الجِهَةِ؛ ولِأَنَّهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَعْصُومٌ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ، وذَلِكَ المَوْضِعُ يَدْخُلُ مِنْهُ الشَّيْطَانُ (3).

المراجع

(1) انظر فتح الباري (7/ 254).(2) انظر فتح الباري (7/ 255).(3) انظر فتح الباري (7/ 256) – الرَّوْض الأُنُف (1/ 294) – صحيح مسلم بشرح النووي (8/ 80)

رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ في الشَّمَائِلِ بِسَنَدٍ صَحِيِحِ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ العَوَقِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ -رضي اللَّه عنه- عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يَعْنِي خَاتَمَ النُّبُوَّةِ- فَقَالَ: كَانَ فِي ظَهْرِهِ بِضْعَةٌ نَاشِزَةٌ (1).

ورَوَى الْإِمَامُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: رَأَيْتُ خَاتَمًا فِي ظَهْرِ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَأَنَّهُ بَيْضَةُ حَمَامٍ (2).

وأَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سَرْجَسٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَأَكَلْتُ مَعَهُ خُبْزًا وَلَحْمًا. أَوْ قَالَ: ثَرِيدًا، . . . قَالَ: ثُمَّ دُرْتُ خَلْفَهُ،

المراجع

(1) بِضْعَةٌ ناشِزَةٌ: أي قِطْعَةُ لَحْمٍ مُرْتَفِعَةٌ عنِ الجِسْمِ. انظر النهاية (5/ 48). والحديث أخرجه الترمذي في: الشمائل – رقم الحديث (22) – وانظر السلسلة الصحيحة للألباني رَحِمَهُ اللَّهُ – رقم الحديث (2093).(2) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الفضائل – باب إثبات خاتم النبوة وصفته – رقم الحديث (2345)

فنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، عِنْدَ نَاغِضِ (1) كَتِفِهِ اليُسْرَى، جُمْعًا (2) عَلَيْهِ خِيَلَانُ (3) كَأَمْثَالِ الثَّآلِيلِ (4).

ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي زَيْدٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ لِي رسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقْتَرِبْ مِنِّي"، فَاقْتَرَبْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: "أَدْخِلْ يَدَكَ، فَامْسَحْ ظَهْرِي".

قَالَ: فَأَدْخَلْتُ يَدِيَ فِي قَمِيصِهِ، فَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ، فَوَقَعَ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ بَيْنَ إِصْبَعِي، قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ خَاتَمِ النُّبُوَّةِ؟

فَقَالَ: شَعَرَاتٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ.

وفِي رِوَايَةِ الحَاكِمِ في المُسْتَدْرَكِ: قَالَ -رضي اللَّه عنه-: شَعَرٌ مُجْتَمِعُ عِنْدَ كَتِفَيْهِ (5).

  • رِوَايَاتٌ ضَعِيفَةٌ:

روَى ابْنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،

المراجع

(1) قال الإمام النووي في شرح مسلم (80/ 15): الناغِضُ: هو أَعْلى الكَتِفِ.(2) قال الإمام النووي في شرح مسلم (80/ 15): جُمْعًا: فمعناه كجمعِ الكَفِّ وهو صُورته بعد أَنْ تُجْمَعَ الأصابعُ وتَضُمها.(3) قال الإمام النووي في شرح مسلم (80/ 15): الخِيَلان: جمع خَالٍ وهوَ الشَّامَةُ في الجسد.(4) الثَّآليلُ: جمعُ ثُؤْلُولٍ: وهوَ هذهِ الحَبَّةُ التي تَظْهَرُ في الجلد كالحمّصَة فما دونها. انظر النهاية (1/ 200). والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الفضائل – باب إثبات خاتم النبوة وصفته – رقم الحديث (2346) – وأخرجه الإمام أحمد في مسنده – رقم الحديث (20770).(5) أخرجه الإمام أحمد في مسنده – رقم الحديث (20732) – والحاكم في المستدرك – رقم الحديث (4254)

قَالَ: كَانَ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فِي ظَهْرِ رسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مِثْلَ البُنْدُقَةِ مِنْ لَحْمٍ، عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ (1).

قال الحَافِظُ في الفَتْحِ: وَأَمَّا مَا وَرَدَ مِنْ أَنَّهَا -يُرِيدُ الخَاتَمَ- كَانَتْ كَأَثَرِ مِحْجَمٍ (2)، أَوْ كَالشَّامَةِ السَّوْدَاءَ، أَوِ الخَضْرَاءِ، أَوْ مَكْتُوب عَلَيْهَا: "مُحَمَّد رَسُولُ اللَّهِ"، أَوْ "سِرْ فَأَنْتَ مَنْصُورٌ"، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَلَمْ يَثْبُتْ مِنْهَا شَيْءٌ، ولَا تَغْتَرَّ بِمَا وَقَعَ مِنْهَا فِي صَحِيحِ ابنِ حِبَّانَ، فَإِنَّهُ غَفَلَ حَيْثُ صَحَّحَ ذَلِكَ، واللَّهُ أَعْلَمُ (3).

المراجع

(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب التاريخ – باب صفة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأخباره – رقم الحديث (6302).(2) المِحْجَمُ: بكسر الميم: الآلةُ التي يجتمع فيها دَمُ الحِجَامة عند المَصِّ. انظر النهاية (1/ 335).(3) انظر فتح الباري (7/ 256)

مرفق بصيغة بي دي إف
مرفق بصيغة وورد